ما تقييمكم لليعقوبي والزيدي؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرمن الرحيم

سمعت لقاء ثائر الدراجي مع عباس الزيدي في مكتبه و عندي بعض الاسالة حول ما دار بينهم

س1 قليل الاخلاق عباس الزيدي قال عن السيد مجتبى الشيرازي ضحل لا يفهم وذالك بأنه نسب للامام علي انه صلى خلف ابو بكر وحاول خالد قتله قال هذا مخالف لما ورد عندنا بعدم صلاة الامام خلفهم وقال ما ورد في الحديث من كلام بذيء بحق خالد هذا لم يقع لان الامام علي قال لا تكونو سببابين فما هو ردكم عليه؟

س2 عباس الزيدي نفيى ان زليخة بأنها تزوجة من نبي الله يوسف وان ما يعرفه الناس من المسلسل الايراني هو ادخالات يهودية وان كل الروايات التي تقول بزواج يوسف من زليخة ضعيفة ومخالفة للقرأن فما هو ردكم عليه؟

شيخنا المجاهد ياسر الحبيب انا احبك في الله وابغض اعدائك في الله ولولا ان الله ارسلك لنا لكنت اليوم من جماعت البترية ولكنت في ضلمة وعماء لا اعرف شيء عن عقيدتي وديني فأسئل الله ان يعطيكم دوام الصحة والعافية وان يرزقك الشهادت بعد عمرا طويل لاننا بحاجتك وانا ان شاء الله من اتباعك لا تنسى ان تشفع لي يوم القيامة اسمي عمار صفاء هاشم من مؤيديك وناصريك على الحق والهدى والطريق السليم

عمار


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ نجيب على الاسئلة لأنكم أنتم أيها الكريم من طرحها وطلبتم جوابا عليها, وليس ردا على الطحالب فهم دون أن نلتفت إليهم.

ج1 دراية الحديث وفقهه شأن العلماء.

علي بن أبي طالب سيد العرب والعربي الكريم الحر يهين الأراذل المعتدين الجاحدين العتاة ويسحق كرامتهم, فهذا سلوك نايع من الطبيعة العربية الاصيلة فضلا عن كونه خلقا إسلاميا كما سيتبين لك.

تلك أخلاق يفهمها ويدركها الرجال والأحرار المؤمنون ,لا أنصاف الرجال.

الرواية التي أشرتم إليها وردت في (الاحتجاج للطبرسي، ج1، ص118), وفيها أنّ خالد ابن الوليد لعنه الله قد كان عازما على قتل مولانا علي عليه السلام غيلةً بأمر من أبي بكر لعنه الله ولكنّ خالد قد تراجع لأنّ ابن ابي قحافة لعنه الله خشي سوء مغبة ذلك العمل في تلك الفترة فأمر خالد ابن الوليد بالتراجع والكف عن قتل أمير المؤمنين عليه السلام.

حين سأل الإمام علي عليه السلام خالد ابن الوليد قائلا:(يا خالد أوَ كنت فاعلا)؟ أي هل كنت ستقدم على قتلي؟

قال خالد ابن الوليد لعنه الله وبكل وقاحة: (إي والله إذاً لوضعته في أكثرك شعرا). أي يريد بذلك لضربت رأسك بالسيف إذ الرأس أكثر مواضع البدن شعرا.

من يجاهر بعزمه على قتل وصي رسول الله ونفسه هو بلا شك مجاهر بالنصب والناصبي كافر وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بالغلظة على المنافقين الذي يخفون كفرهم فما بالك بمن يجاهر بكفره ويقول صراحة لوصي رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان يريد قتله؟

قال تعالى :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة التوبة, 73

لا شك أنّ سبّ الكفار مشروع وقد كان رسول الله يأمر به وبهذا صرح حسان ابن ثابت في قوله:

لنـا في كــــلِّ يــومٍ مـــن مــعــدٍّ

"سبابٌ" أو قتـــــالٌ أو "هجــــاءُ"


فنحكمُ بالقوافي من هجانا

ونضرب حينَ تختلط الدمـاءُ

خالد ابن الوليد كان يستحق إذلاله وسحق كرامته وتحقيره فالمؤمن يظهر العزة على الكافرين ويذلهم

المؤمن مصداق لقوله تعالى: ( أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين) سورة المائدة,54

لقد كان رد أمير المؤمنين عليه السلام على خالد ابن الوليد لعنه الله يتضمن بيانا لحقيقة خالد ابن الوليد ولم يكن تجنيا والعياذ بالله, إذ أنّ كل من ينصب العداء للعترة الطاهرة يكون منكوحا مأبونا وعلى هذا نصت الروايات عن المعصومين عليهم السلام.

قال أمير المؤمنين "عليه السلام" لخالد ابن الوليد "لعنه الله": (كذبت لا أُمّ لك من يفعله "أضيق حلقة است منك"، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق به القضاء لعلمتَ أيُّ الفريقين شر مكانا وأضعف جندا)

ردُ بعضهم لهذه الرواية وإنكارها لمجرد استهجانهم لألفاظها هذا ناجم عن أحد أمرين إما الجهل أو قلة الورع.

هناك روايات عندنا تُستنبط منها الأحكام الفقهية قد ورت فيها ألفاظ مستهجنة في عرفنا.

فما يقول المعترض على أمثال تلك الروايات؟

إنّ استخدام التكنية في التعبير ليس الأسلوب الأفضل على الدوام.

يكون التصريح أجدى من التكنية في موضعين..

أولا : إذا كان الغرض تعليميا وكان الهدف "ضمان" وصول المعلومة الى جميع الأفراد بحيث يستوعب المعلومة حتى أشد الناس جهلا و أكثرهم تدنيا في مستوى الفهم.

أسلوب التكنية إذا كان الغرض تعليميا لا يكون مجديا في إيصال المعلومة إن كان الغرض إيصالها "لجميع" الناس.

ثانيا: إذا كان الغرض النيل ممن يستحق وإهانته وتحقيره وسحق كرامته وإسقاط اعتباره "تماما" فإنّ أسلوب التكنية لايكون وقعه في نفس ذلك المتكبر المتعالي المستحق للإهانة بنفس وقع التصريح لأنّ مخاطبة المتجبر المعاند المتعالي كخالد ابن الوليد بأسلوب التكنية تجعله يتوهم أنّ له شئنا من الشأن ولكنّ الأسلوب المباشر يمرغ أنفه ويسقط اعتباره ويكسر غروره "تماما".


اهل الريب والبدع واعداء آل رسول الله يتكبرون على الحق ويظهرون التعالي على أهل الحق والعداء لهم.

تنبيه: قد يقول المعترض أنّ القرآن الكريم كتاب تعليم وقد استخدم التكنية لهذا الغرض في كثير من الموارد وأيضا نال من الكفار بألفاظ يقبلها الذوق الأدبي العام.

نقول جوابا على هذا الاعتراض أنّ القرآن ليس كتابا تعليميا "فحسب" أو كتابا غرضه "الأساسي" تحقير الكفار وإسقاط اعتبارهم "بمنأى ومعزل" عن أي هدف آخر, بل القرآن الكريم كتاب "بلاغة" وهذه سمة "أساسية" فيه لأنها تتعلق بكون القرآن "معجزة" نبي الإسلام, لذا كان لابد لإعجازه البلاغي أن يكون سمة تشمل "كل" آياته ومعانيه ومقاصده وأهدافه.

إنّ الأساليب البلاغية قوامها الكنايات وأناقة الألفاظ فمن الطبيعي أن تكون تلك هي السمة التي تهيمن على جميع آيات كتاب الله تعالى لكونه "معجزة" نبي الاسلام في "البلاغة"

تنبه أخي إلى أنّ سبّ أمير المؤمنين لخالد ابن الوليد الذي كان يحاول قتله "ظلما وعدوانا" هو ما يستحق ذلك اللعين.

الله تعالى يحب الجهر بالسوء من القول إذا كان من المظلوم في حق الظالم

قال تعالى: (لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا)

لا تختلف معنا في كون السب والشتم من مصاديق السوء من القول. وقد فُسر السوء من القول عن المعصوم عليه السلام بأنه الشتم

ورد في تفسير نور الثقلين التالي :

في مجمع البيان(لايحب الله الجهر بالسوء) الاية, قيل في معناه أقوال أحدها، لايحب الله "الشتم" في الانتصار "إلا" من "ظُلم" فلا بأس له أن ينتصر ممن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدين وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

هنا تتجلى لك واحدة من أساليب الإعجاز البلاغي في القرآن الحكيم. في قوله تعالى: (السوء من القول)

لاحظ أنّ قوله تعالى: (السوء من القول) هو تعبير لا يضع حدا أو سقفا معينا "لنوعية" الألفاظ السيئة التي يرخص الله تعالى للمظلوم الجهر بها في حق ظالمه.

السوء من القول أي الكلام الذي يستاء منه الآخرون وينفرون منه, لذا فإنّ السوء من القول تعبير يشمل حتى الألفاظ التي يستهجنها المجتمع ويستاء منها.


العجيب أنّ المخالفين الذين يفسرون القرآن بأهوائهم يقولون لك بأنّ المقصود بالسوء من القول هو وصف فعل الظالم فقط!

عندما تقول فلان قتل أو سرق أو فعل كذا وقال كذا وأنت تحكي واقعا وتخبر عن حقيقة, فهل يكون هذا سوءاً من القول أم هذا حق؟!

هل كلمة الحق سوءٌ من القول؟

المظلوم حين يسب ظالمه ويعريه ويفضحه ليس يُلام فتلك حالة طبيعية فطرية والدين لا يقهر الفطرة إن كانت موجهة في الاتجاه الصحيح.

في الغرب يُهاجَم الساسة الفاسدون بأقذع الألفاظ ولا أحد هناك يُجرّم فعل من يهاجمون ويشتمون أولائك الساسة بل إنّ أقصى ما يُقال في حقهم أنهم يعبرون عن "غضبهم"

في الحقيقة إنّ الغرب مع بالغ الأسف يطبق تعاليم الاسلام التي تتماشى مع الفطرة السوية فيعطي من يشعر بالغبن والظلم الحق في التعبير عن نقمته تجاه الظالم المفسد وإسقاط شخصيته واعتباره وسحق كرامته.

الملحد المنصف إن فهم فلسفة سب الظلمة وأهل الريب والبدع والمنحرفين في الاسلام فلن يسعه سوى الإذعان لحقيقة سبق الإسلام في ميدان حرية التعبير الحضارية الهادفة

بينما يبقى البكري الذي يصر على تضييق أفق تفكيره في عناده ولجاجه ويصر على تجاهل ما ترويه مصادره كحديث من تعزّى بعزاء الجاهلية.

قال الفيروزآبادي : وفي الحديث " من تَعَزَّى بعزَاء الجاهِلِيَّةِ ، فأَعِضّوهُ بهنِ أبيه ، ولا تَكْنُوا " ، أي قُولوا له اعْضُضْ أيْرَ أبيكَ ، ولا تكنُوا عنه بالْهَنِ .

لو كانوا طبقوا هذه الوصية وأدبوا من نشطوا في نشر أمراض الكبر والعنصرية وأوقفوهم عند حدهم وكسروا أنوفهم لما كانت مجتمعات الحزيرة العربية غارقة إلى اليوم في سخافات العصبية القبلية.

لكنّ القوم كانوا على تطبيق وصية رضاع الكبير أحرص منهم على حفظ المجتمعات من أمراض العنجهية والكبر والتمييز العنصري.


هنا أيضا جواب مفصل حول مشروعية سب أهل الريب والبدع ولا شك أنّ خالد ابن الوليد لعنه الله مصداقٌ جلي لأهل الريب والبدع, وسيتبين لك أنّ سب لظلمة ومنهم أهل الريب والبدع سلوك منسجم مع الفطرة الانسانية السوية.

ـ التشكيك في هذه القضية من جهة صلاة أمير المؤمنين عليه السلام لا موضوع له

المخالفون يدّعون أنّ مولانا أمير المؤمنين كان يصلي خلف إمامهم أبي بكر لعنه الله مقتديا به و إنّ البيّنة على من ادّعى، والمخالفون هم المطالبون بأن يأتوا لنا ببيّنة ودليل على أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قد صلّى خلف أبي بكر أو عمر أو عثمان (عليهم لعائن الله) "مقتديا " بهم، وليس لهم سبيل إلى ذلك إطلاقاً، فإن مجرد صلاته (عليه السلام) في المسجد النبوي الشريف لا تعني أنه كان يصلي مقتدياً بهم.

ولم يؤثر عن أحد من أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) أنه نصّ على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يأتمّ بالطواغيت الثلاثة، بل رُوي خلاف ذلك كما في رواية محاولة اغتياله من قبل خالد بن الوليد لعنه الله، إذ جاء فيها: ”ثم قام عليه السلام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف أبي بكر وصلّى "لنفسه"، وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف“ (تفسير القمي ج2 ص159).

فتأملوا في قوله: ”ووقف خلف أبي بكر وصلّى لنفسه“ فإن معناه أنه (صلوات الله عليه) كان يتعمد الوقوف خلف أبي بكر ومع ذلك يصلي "منفردا" لا مقتديا به، إظهارا لعدم شرعية إمامة أبي بكر وعدم جواز الاقتداء به عليه لعائن الله، بل حتى لو صلّى خلفه متابعاً له لكان ذلك أيضا مبطلا لصلاة أبي بكر لأن صلاة المتقدّم على الإمام المعصوم باطلة كما هو الحال لمن يتقدّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ الإمام نائب الرسول ويقوم مقامه ويأخذ أحكامه" الرابط هنا

ـ للتعرف على حقيقة قول الامام عليه السلام ( أكره لكم ان تكونوا سبابين) استمع الى بيان تلك العبارة في محاضرة ألقاها الشيخ الحبيب في إحدى الليالي الحسينية بعنوان "حديّة الخطاب من منهج الحسين عليه السلام"

استمع لكلام الشيخ الحبيب بدءا من الدقيقة 1:36

ج2 لاحظوا بعد أن ينقل غواص بحار أحاديث آل محمد عليهم السلام العلامة المجلسي رضوان الله عليه هذا الخبر بماذا يعلق عليه

علل الشرائع: أبي، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن المغيرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: يا زليخا إنا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه; قالت: إني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت قال لها: يا زليخا مالي

أقول: يدل هذا الخبر وغيره مما أوردناه في هذا الباب على أنه كان قد تزوجها.

ـ قد علمتم من كلامنا في المقدمة رأينا في المذكورين.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

1 صفر 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp