السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خاصة من القلب الى سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله
أرجو من جناب قارئ هذه الرساله ايصالها لسماحة الشيخ ليقرأها شخصيا وأعتبرها أمانه رحم الله من أداها ، فقد داقت بنا السبل وقل الناصر وتجبر العدو وتخلى الصديق وخان الرفيق
أتكلم باسم ألوف الشيعه السوريين
الذين رفضوا الخروج من ديارهم وأرضهم رغم الخوف والخطف والقتل والفقر والذل
سماحة الشيخ :
أشاهدك منذ زمن وأرى فيك لسان صدق وحكمه وكنت المحق في زمن كثر فيه المتمرجعون والمتمسيدون والمتمشيخون ، لعبت إيران بنا لعب الكرة مصيرنا مجهول ورقابنا تحت الخناجر والان يجلسون مع الاميركان وكان شيئا ماكان .
ضحكوا على عقولنا البسيطه باسم تأسيس نواة لجيش المهدي وكان شعارهم يا حسين ويازينب فتملكوا قلوبنا وعقولنا وصدقنا أنفسنا بأننا حزب الله .... اجل للأسف هكذا أوهمونا هم وجماعتهم في لبنان
غاب عن تفكير أذكانا الاهداف الخفيه واهمها حماية طريق طهران بيروت ....
كنا مجرد مرتزقة تركونا وتخلو عنا وكأننا مجرد كائنات لاقيمة لنا ، خانو العشرة والدين والطائفه .
الان من لجأ منا إلى لبنان يهان ويذل ويساوم على لقمة عيشه ونحن من فتحنا اجمل بيوتنا لهم عندما نزحوا الينا
العراق منع دخولنا وكذلك ايران ..وأرسلت رسالة إلى السيستاني ليأتينا الرد كالصاعقة ..... لانستطيع عمل شيء لكم........
لاملجا لنا الا الله
والصادقين
نرجو منك الدعاء سماحة الشيخ وايصال صوتنا لعلك تكون المنجي لبضعة الاف لم يرضوا ان يهانوا خارج ارضهم ورضوا الموت إما قتلا او جوعا ولكن في بيوتهم
حماكم الله وحفظكم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عرضنا رسالتكم الكريمة على سماحة الشيخ، وقد أجاب عنها بجواب خطي جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعلى إخواننا المؤمنين الصابرين في الشام السلام ورحمة الله وبركاته.
إن رسالتكم الكريمة هذه بقدر ما زادتنا فخرا بصمودكم؛ زادتنا غضبا على من تلاعب بمصائركم ثم خذلكم وتخلّى عنكم، ممن كنا منذ القديم نحذر من الاغترار بهم لبتريتهم الخبيثة واستعمالهم آلة الدين للدنيا والسياسة الرخيصة. وإن الذي تدهورت إليه أحوال هذه الأمة الشيعية إنما هو من أثر الإعراض عما جاء عن النبي الأكرم وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم، من تحذيرات شديدة ومتكررة من أن ينخدع الشيعة بمن يدخلهم الشيطان فيهم من طلاب الرئاسة والرفعة، الذين يتعلمون بعض علوم العترة الصحيحة ثم يضيفون الأكاذيب المضاعفة ويُدخلون الشك والشبهة على ضعفاء الشيعة فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب ويكونون بذلك أضرَّ عليهم من جيش يزيد لعنه الله!
وإنا مع ما فيه من تقسُّم القلب؛ لنرجو أن يكون الذي وقع مشمولا بقوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، فإن الأمة تحتاج إلى صدق الواقع لكي تفيق من سكرة الاغترار بمتخذي الدين آلة للدنيا، وتعود إلى الله ورسوله وأوليائه عليهم السلام، وتنتبه إلى إرشاداتهم حتى لا تتراجع في سفال، والتي من أهمها قوله صلى الله عليه وآله: ”من أمَّ قوما وفيهم أعلم منه أو أفقه منه؛ لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة“.
إنا لنراها فرصة تاريخية لكي تعيد هذه الأمة بناء نفسها وصياغة أجندتهما وتقويم مسارها على أسس صحيحة تكون رضا لله ولوليه الموعود صلوات الله عليه وعجل الله فرجه. وإنا لنتوسم في شيعة الشام خيرا على رغم المصاب الذي أصابهم وأصابنا، ونؤمن أن الله سيعوضهم أضعاف ما فقدوا، وأنهم بإذن الله سيعودون أقوى مما كانوا عليه، إيمانا منا بما نطق به سيد البلغاء والحكماء وإمام الأتقياء صلوات الله عليه: ”بقية السيف أبقى عددا وأكثر ولدا“.
هذ وإن دعاءنا لكم لا ينقطع إن شاء الله، ودعمنا لكم لا يتوقف، على محدودية الإمكانيات، ونوصيكم بالصبر والمرابطة، وأن لا يغيب عنكم قوله تعالى: (قال موسى لقومه: استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا. قال: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون).
والسلام. لليلتين بقيتا من شوال لسنة ست وأربعين وأربعمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة.
ياسر الحبيب
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
صورة من الجواب الخطي:
28 شوال 1446 هجرية