هل القرآن الحكيم فيه تبيان لكل شيء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سلام عليكم. بالنسبه للآيتين

1 وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ

والواقع ان القرآن لايوجد فيه تبيان لكل شيء... الا تعارض الآيه الواقع انه القرآن لا يوجد فيه تبيان لكل شيء فمثلا لايوجد تبيان لعدد ركعات صلاة الظهر.

2 لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
اذا اليس قولنا بأن السنه تفصل بعض الامور كالصلاة يعد تضاد او تناقض مع ما قالته الآيه عن القرآن ؟؟ 'تفصيل كل شيء' اليس عدد الركعات شيء؟ نعم هوا شيء، وغير مُفصل، اذا كون الحقيقه ان عدد الركعات غير مفصله - هذا يناقض الآيه اذا ما قالته الايه الا يكون غير صحيح؟
مع العلم انني بحثت ولم اجد جواب على هذا الاشكال يعني قوي وشكرا لكم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: القرآن الكريم نفسه قد شرح كيف يكون الكتاب تبيانا لكلِّ شئ.

الآية الكريمة التي تستفسرون عنها ظاهرة في كون التبيان لكل شئ في الكتاب هو وظيفةُ مَن نزل عليه الكتاب، فالقرآن العزيز يخاطبه هو صلى الله عليه وآله في الآية الكريمة: "وأنزلنا عليك".

وعلى سبيل المثال؛ قد تُمسكُ أنت كتابا يتضمن جميع قوانين الفيزياء وفي مقدمة الكتاب ذُكِر أنّ هذا الكتاب يهدف إلى تبيان جميع قوانين الفيزياء، وعندما تجد هذا الكتاب يُرجعك لمصادر أخرى في تفصيل وشرح بعض القوانين المُجمَلة فيه، لا يسعك أن تقول بأنّ ما جاء في مقدمة الكتاب غير صحيح.

وفي الكتاب العزيز وردت آيات تُرشدنا إلى كيفية التبيُّن من الكتاب العزيز وأوضحت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ومن بعده أهل بيته عليهم السلام يبيِّنون لنا ويُفسِّرون هذا الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيه ويشرحونه.قال تعالى "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (النحل:45)

في تفسير البرهان عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام): قال جل ذكره (فاسأَلوا أَهلَ الذّكر إن كنتم لا تَعلَمونَ) الكتاب الذِّكر وأهله آل محمدّ (عليهم السلام)، أمر الله بسؤالهم، ولم يأمر بسؤال الجُهّال وسمّى الله عز وجلّ القرآن ذكراً فقال تبارك وتعالى: (وَأَنزَلنَا إلَيكَ الذّكرَ لتبَيّنَ للنَّاس مَا نُزِّلَ إلَيهم وَلَعَلَّهم يَتََفكَّرونَ)، وقال تعالى: (وَإنَّه لَذكرٌ لَكَ وَلقَومكَ وَسَوَف تسأَلونَ) (الزخرف:45).

وقال إمامنا الباقر (عليه السلام): إنّ الله لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه، (وبيّنه لرسوله)، وجعل لكلّ شيءٍ حدّاً، وجعل عليه دليلا يدلّ عليه. (بصائر الدرجات ص6)

وقيل للكاظم (عليه السلام): جُعلت فداك.. أخبرني عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ورث من النبيِّين كلّهم؟.. قال لي: نعم، من لدن آدم إلى أن انتهت إلى نفسه، قال: ما بعث الله نبيّاً إلاّ وكان محمّد أعلم منه... فقد ورثنا نحن هذا القرآن، ففيه ما يقطع به الجبال، ويقطع به البلدان، ويحيي به الموتى.... فما كتبه للماضين جعله الله في أمّ الكتاب، إنّ الله يقول في كتابه: {ما من غائبة في السماء والأرض إلاّ في كتاب مبين}، ثمّ قال: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا}، فنحن الّذين اصطفانا الله، فورثنا هذا الّذي فيه كلّ شيء. (بصائر الدرجات ص114)

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل الراسخين في العلم، فقد علم جميع ما أنزل الله عليه من التأويل والتنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلّمه التأويل، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه. (تفسير القمي ص87)

ج2: تم بيانه في الجواب السابق.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

4 شهر ذو القعدة 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp